قال: [ووكل بالسحاب والمطر ملائكة]، فكما أن للجبال ملائكة، فكذلك للسحاب والمطر ملائكة.
يقول الشيخ
الأشقر نقلاً عن
ابن كثير في
البداية والنهاية (1/50): "وميكائيل موكل بالقطر والنبات اللذين يخلق منهما الأرزاق في هذه الدار، وله أعوان يفعلون ما يأمرهم به بأمر ربه، يصرفون الرياح والسحاب كما يشاء الرب جل جلاله. وقد روينا أنه {
ما من قطرة تنزل من السماء إلا ومعها ملك يقررها في موضعها من الأرض}. ومن الملائكة ما هو موكل بالسحاب، ففي
سنن الترمذي عن
ابن عباس أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: {
الرعد ملك من ملائكة الله، موكل بالسحاب، معه مخاريق من نار، يسوق بها السحاب حيث شاء الله}، وقد يسقي بلاداً دون بلاد، أو قرية دون أخرى، وقد يؤمر بأن يسقي زرع رجل واحد دون سواه، كما في الحديث الذي رواه
مسلم في
صحيحه عن
أبي هريرة رضي الله تعال عنه -وهو من الأحاديث العظيمة الدالة على فضل الصدقة، وأن العبد ينال ولاية الله وكرامته بالإحسان والصدقة- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {
بينا رجل بفلاة من الأرض، فسمع صوتاً في سحابة يقول: اسق حديقة فلان، فتنحى ذلك السحاب، فأفرغ ماءه في حرة -أرض مستوية صلبة- فإذا شرجة من تلك الشراج قد استوعبت ذلك الماء كله، فتتبع الماء، فإذا رجل قائم في حديقته يحول الماء بمسحاته، فقال له: يا عبد الله! ما اسمك؟ قال: فلان، للاسم الذي سمع في السحابة، فقال له: يا عبد الله! لم تسألني عن اسمي؟ قال: إني سمعت صوتاً في السحاب الذي هذا ماؤه يقول: اسق حديقة فلان. لاسمك، فما تصنع فيها؟ قال: أما إذ قلت هذا، فإني أنظر إلى ما يخرج منها، فأتصدق بثلثه، وآكل أنا وعيالي ثلثاً، وأرد فيها ثلثاً}.
فالله سبحانه وتعالى: فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ، لا معقب لحكمه، ولا مدبر في ملكه إلا هو عز وجل.